والتي يجب أن نأخذها لتكون أمـام ناظرينا .. وننقلهـا لتكون في أنظار وفي قلوب وفي عقول زوجاتنا وبناتنا وأخواتنا بل وأمهاتنا بل
ومن نعرف وحتى من لا نعرف ! ليكون في ذلك نشر للخيـر والفضل ,,
ليعرف النـاس ويعلمون أن دين الله منصـور حنى ولو تخلَّى عنه أهله !! حتى ولو حاربه أنـاس من ينتمون إليه !! حتى ولو تزعّم حربه أناس يعيشون بيننا ..! يتكلمون بلغتنا ..! ويصّلون ربما إلى قبلتنا ..! بل ويتسمّون بأسمائنا ..!
فتاة من حديثة عهد بالإسـلام .. ومن بلاد الكفر .. لا تتكلم العربية ! ومع ذلك نهجت منهجاً قد لا يسلكــه .. قد ينكس عنه ويتراجع عنه كثير من الرجـــال وليس من النســاء !!! ممن ارتضعوا الإســلام منذ الطفولــة !!!!
ـــ فتاة روسية .. فتاة ليست من هنا أو من هناك من عالمنا الإسلامي بل امرأة روسية .. أيها الأحبة .. هذه المرأة الروسية جاءت من روسيا مع رجل روسي ضمن وفد أو مجموعة من الفتيات جاء بهن هذا الرجل الروسي إلى دولة خليجية مجاورة وكان الهدف من هذا الجلب هو شراء بعض البضائع الشخصية من الأجهزة الكهربائية وإدخالها إلى روسيا باعتبار أنها للاستعمال الذاتي فلا تؤخذ عليها جمارك مضاعفة إنما جمارك بسيطة .. فيقوم التاجر الروسي بسحب هذه الأجهزة من هؤلاء النسوة ثم بيعها بأسعار مضاعفة وإعطاء هؤلاء النسوة بدل أتعاب وهذا أمر دارج وبكثرة باعتبار رخص هذه الأجهزة في تلك البلاد …
طبعاً قدم هذا الرجل ومعه مجموعة من الفتيات لهذا الهدف وعندما وصلوا عرض عليهن الرجل خطة مخالفة لما اتفق عليه
قال لهن .. أنتن جئتن إلى هنا للحصول على مبلغ بسيط من المال وهذا بلد متميز بثرائه الفاحش .. وبغنائه المتميز .. وبأهله الذين يدفعون بغير حساب !
فما رأيكن في ممارسة وعرض عليهن جانب الرذيلة بيع الأجساد " المتاجرة بالأعراض .. فمن أرادت فلتبشر بالثراء السريع وبدأ في بسط شباكه وبدأ في طرح الإغراءات وبدأ .. وبدأ .. إلى أن اقتنع أكبر عدد من هؤلاء الفتيات بخطته
" طبعاً الاقتناع وارد لماذا ؟ لأن لا رادع إيماني يردعهن ولا وازع خلقي يمنعهن والفقر الذي يعيش في قلوبهن يدعوهن إلى هذه الممارسة ..
ـــ إلا امرأة واحدة رأت أن هذا الأمر لا يمكن أن تسلكه فضحك عليها فقال : أنتِ في هذا البلد ضائعة ليس معكِ إلا ما تلبسين من الثياب ولن أعطيكِ شيئاً ..
فبدأت تدرس الموضوع بشكل سريع جداً في ذهنها فماذا فعلت ؟! تصرفت تصرف حكيم .. خطفت جوازها ثم خرجت من المنزل أو من الشقة وهربت إلى الشارع ليس معها الآن إلا ما يسترها وليس عليها ما يسترها لأنها جاءت متبرجة ليس عليها إلا شيء بسيط من الثياب ومعها جوازها .. فخرجت إلى الشارع هائمة على وجهها
فنداها ذلك الرجل وقال إذا ضاقت عليكِ السبل وإذا سُددت بوجهك الطرق فتعالي فهذا هو عنواننا ..
- طبعاً ذهبت المرأة .. " يقول المتحدث " .. وكنت أسير في الشارع أنا وأمي وأخواتي الاثنتين كنا نسير في الشارع وفجأة وإذا بتلك المرأة التي تسرع وتركض مقبلة ناحيتنا نحن !! فبدأت تتكلم باللغة الروسية فأفدناها أننا لا نتكلم باللغة الروسية فقالت لنا هل تتكلمون الإنجليزية ؟
فقلت أنا نعـم ! وقالت أخواتي نعـم ! عند ذلك فرحت لكن فرحها كان مشبوباً بحزن بل ومقروناً بالبكاء فقالت أنا امرأة من روسيا وقصتي كذا وكذا … بدأت تعرض القصة التي حصلت وأنا أريد منكم فقط إيوائي لفترة بسيطة من الزمن حتى أتدبَّر أمري مع أهلي واخوتي في بلادي ..
يقول بدأت أتتدارس مع أمي وأخواتي نقبلها أو لا .. قد تكون مخادعة ..! قد تكون محتالة ..! قد تكون .. قد تكون !!! وفي نهاية المطاف رأينا أن نقبل هذا العرض منها فأخذناها معنا وذهبنا بها إلى البيت .. وبدأت تتصل ولكن لا مجيب الخطوط متعطلة في ذاك البلد ! وكانت تحاول كل ساعة تريد أن تتصل ..
- طبعاً أخواتي صرن يعاملنها معاملة أخت فصرن يعرضن عليها الإسلام ولكنها تنفر .. تبتعد .. ترفض .. لا تريد .. لا تناقش .. لا تحب لماذا ؟! لأنها من أسرة " أرثوذكسية " متعصبة تكره الإسلام والمسلمين ! فقالوا فوجدنا أن اليأس بدأ يتسرب إلى قلوبنا ولكن لا يأس مع الإصرار .. يقول فكنت أدعم أخواتي في المناقشة وأصر عليه وكنت أتدخل أحياناً وذهبت في أحد الأيام إلى مكتب الدعوة في تلك البلد وطلبت من صاحب المكتب " طبعاً صاحب المكتب هو الذي يحدثني " يقــول :
دخل عليَّ هذا الرجل فقال لي هل عندك كتب تتحدث عن الإسلام باللغة الروسية أو الإنجليزية ؟ فقلت نعـم عندي لكنها قليلة فقد انتهت أُعطيك ما لدي وممكن أن تأتيني بعد أسبوع أو عشرة أيام وأُعطيك دفعة أخرى أخذ هذه الدفعة القليلة وذهب .. وبعد فترة من الزمن جاء إلي ولكن جاء ومعه 4 نسوة ثلاث عليهن شبه حجاب " الوجه يظهر والكفين " أما الرابعة فكانت آيـة في الجمـال عليها بعض الستر ولكن شعرها ظاهر ووجهها ظاهـر
فطلبت منه بسرعة أن يدخل النساء إلى غرفة انتظار النساء فدخل وجلس وقال لي – إن هذه المرأة الروسية قصتها كذا وكذا .. وأنا جئت الأسبوع الماضي أو قريب منه طلبت كتباً وأريد الآن كتب أخرى وأشرطة لأنني عرضت عليها الإسلام فبدأت توافق وواعدتها بالزواج منها إن أسلمت .. يقول أعطيته مجموعة أخرى من الكتب وذهب بها ثم رجع إليَّ بعد فترة وقال إنها وافقت على الإسلام وتريد أن تعلن إسلامها
قال المتحدث .. ثم طلبت منها أن تقرأ جملة من الكتب لأن النظام في ذاك البلد يتطلب عمل اختبار .. فقرأتها ثم جاء بها إلي فاختبرتُها فنجحت ثم واعدته وقتاً آخر ليأخذ صك إعلان الإسلام - في قصـة طويلـة - فالخلاصــة ..
- عندما أعلنت إسلامها قلت له : هناك مجموعة من الأخوات في أحد الدور يتعلمن القرآن الكريم ويعلمنه وهن متميزات بالعلم والثقافة والدراسة العالية " بمعنى أن ممكن يتفاهمن مع هذه المرأة بلغتها أو على الأقل بالإنجليزية " يقول انتهى الأمر إلى هذا ..
يقـول بعد فترة جاء إلي ومعه هذه الزوجة لاستلام الوثيقة المصدقة " وثيقة الزواج تتأخر " يقول أبشرك أنني تزوجت وأنا مرتاح الآن ومبسوط ولله الحمد والمنة لكن .. الذي أثارني أن هذه المرأة متغطية تماماً ليست كأخواتي وأمي .. غريب ! عليها حجاب كامل لا يظهر منها شيء "
يقول المتحدث " فسألته من باب اللطافة لماذا هكذا ؟ قال هذه لها قصة بسيطة ظريفة يقول - بعد الزواج ذهبت أنا وهي إلى السوق لشراء بعض الحاجات فرأت زوجتي امرأة متحجبة وهذه أول مرَّة ترى فيها امرأة متحجبة تماماً فاستغربت من هذا الشكل !! أول مرَّة ترى هذا الشكل !! فقالت لماذا هذه المرأة بهذا الشكل ؟ أكيد هذه المرأة فيها علَّة تخفيها ؟!!
يقول أنـا من دافع الغيرة الإسلامية قلت لا .. هذه المرأة تحجبت الحجاب الذي ارتضاه الله سبحانه وتعالى لعباده والذي أمر به رسوله عليه السلام
يقـول فقالـت لي بعد تفكير نعـم فعلاً هذا هو الحجاب الإسلامي قلت وما أدراكِ ؟
قالت أنـا الآن إذا دخلت أي محل تجاري لا تنزل أعين أصحاب المحل عن وجهي ! تكاد أن تلتهم وجهي قطعة قطعة !! إذن وجهي هذا لابد أن يُغطَّى .. لابد أن يكون لزوجي فقط إذن لن أخرج من هذا السوق إلا بحجاب .. يقول والله واضطررت أن أشتري لها حجاب ولبست هذا الحجاب
- يقـول هذا الرجل " المتحدث " انقطعت أخبار هذا الرجل زوج الروسية وهو أعتقد أنه قال إنه من فلسطين انقطعت أخباره فترة طويلة من الزمن خمسة أو ستة أشهر أو قريب من ذلك ..
يقول ثم جاء إلي بعدها فسألته عن انقطاعه فقال لي لا .. أنا مانقطعت عنك لأن هناك مصلحة انتهت فقطعتها لانتهاء المصلحة .. لا .. بل لأن هناك ظروفاً دعتني إلى هذا الانقطاع وجئت إليك الآن لأرويها لك لأن فيها درس وعبرة وهي أيها الأحبة الكرام لبُّ موضوعنا الآن يقــول
- بعد أن تزوجت هذه المرأة وعشت معها مرتاحاً وأحببتها حباً كاملاً ملك عليَّ كل كياني .. كل قلبي .. كل ضميري .. كل أحاسيسي ومشاعري ..
يقول وقعنا في مشكلة أن جواز هذه المرأة قد انتهى ولا بد أن يُجدَّد والإشكالية الأخرى أن هذا الجواز لا بد أن يُجدد من ذات المدينة الذي تنتمي إليها المرأة .. إذ لا بد من السفر وإلا تعتبر إقامتها إقامة غير نظامياً فقررنا أن نسافر إلى روسيا طبعاً الحالة المادية تستدعي البحث عن أرخص خطوط موجودة .. وفعلاً وجدنا أن أرخص خطوط هي الخطوط الروسية فأخذنا مقعدين وركبنا الطائرة
وركبت زوجتي بحجابها الكامل !! فناديتها يا امرأة .. يا أمة الله .. يا أمة السلام نحن سنقع في إشكاليات الآن قالت : يا خالـد أنت الآن تريد مني أن أطيع هؤلاء الكفرة الفجرة وقود النار لو ماتوا على ما هم عليه ! وأعصي الله سبحانه وتعالى ! لا يمكن أن يصدر هذا ..
" لا حظوا إسلامها قريب .. كم لها مسلمة ! أشهر أو ربما أقل ! "
- يقـول فركبنا وبدأ الناس ينظرون إلينا وبدأت المضيفات يوزعن الطعام ومع الطعام الخمر وبدأ الخمر يعمل في الرؤوس وبدأت الألفاظ تخرج بدون ضابط .. فتندُّر وضحك وسخرية وإشارة ونظرات .. ويقفون بجانبنا ويعلَّقون علينا !!
يقـول أنـا لا أفهم كلمة !! أما زوجتي فتبتسم فتضحك وتترجم لي هذا يقول انظروا إليها كأنها كذا .. وكأنها كذا ! وهذا يعلق وهذا يتندر ..
فأنا كل ما قالت لي كلمة أحسست أن سهاماً تدخل قلبي ولا تخرج منه ! أما هي فتقول لا .. لا تحزن ولا يضيق صدرك فهذا أمر بسيط في مقابل ما جابهه الصحابة وما حصل لهؤلاء الصحابيات من بلاء وابتلاء ..
- يقـول وصلنا إلى المدينة المرادة وعندما نزلنا في المطار كان اتفاقي أو كان في ذهني نظرة عادية جداً وهي أن نذهب إلى أهلها ونسكن عندهم ثم بعد ذلك ننهي إجراءاتنا ونعود .. لكن نظرة المرأة هذه كانت بعيدة قالت لا .. أهلي متميزون بتمسكهم أو عصبيتهم لدينهم فلا أريد أن أذهب الآن ! لكن نستأجر غرفة ونبقى فيها وننهي إجراءات الجواز ثم بعد ذلك نزور أهلي ..فرأيت أن هذا رأياً صوابــاً …
- فاستأجرنا غرفة فعلاً وانتظرنا فيها ومن الغد ذهبنا إلى الجوازات دخلنا على الموظف الأول والثاني والثالث نريد إنهاء الإجراء وكل منهم يطلب منا الجواز القديم وصور للمرأة .. فتُخرِج المرأة صور لها بالأسود والأبيض وعليها حجاب لا يظهر في هذه الصورة إلا دائرة الوجه فقط !!
فكل موظف يرفض يقول هذه صورة مخالفة نريد صورة ملونة ! ونريد صورة يظهر فيها الوجه والشعر والرقبة كاملة !! فتقول المرأة لا يمكن أن أصور هذه الصورة أبداً
فكل موظف يقول لا يمكن أن أعطيك جوازاً إلا بهذه المواصفات .. وكل موظف يحيل علينا إلى الآخر والثالث والرابع ..
إلى أن أحالونا إلى المديرة الأصلية في الفرع هذا وكانت امرأة فذهَبت إليها زوجتي تقنعها " ألا ترين صورتي الحقيقية وتقارنينها بالصور التي معك ؟! قالت نعـم ولكن النظام يقول لابد من صورة ملونة من المواصفات التالية .. فأصرت ورفضت فقالت لها المرأة ما الحـل ؟ قالت المديرة " طبعاً كانت خبيثة فعلاً " قالت لن يحل لكم الإشكال إلا مدير الجوازات الأصلية الكبرى في موسكـو !!
فالتفتت إلى خالـد وقالت له يا خالد نسافر إلى موسكو وأخذ خالد يحاول إقناعها " لا يكلف الله نفساً إلا وسعها " " فاتقوا الله ما استطعتم " وأنتِ الآن لستِ مُلزمة .. جواز سيراه مجموعة من الأشخاص فقط للضرورة ثم تخفينه في بيتك إلى أن تنتهي مدته !
فقالت لا .. لا يمكن أن أظهر بصورة متبرجة بعد أن عرفت دين الله سبحانه وتعالى " اللـــــه أكبـــر " إذا كنت رافض أن أسافر إلى موسكو فلعلَّي للضرورة أسافر لوحدي وألتمس في ذلك حكماً بأن الأمر ضروري يقــول
- قررتُ فسافرتُ ووصلنا موسكو واستأجرنا غرفة وسكنَّاها ومن الغد ذهبنا إلى مدير الجوازات طبعاً دخلنا على الموظف الأول فالثاني فالثالث وفي نهاية المطاف وصلنا إلى المدير الأصلي دخلنا عليه وكان من أشـد النـاس خبثاً ! فعندما رأى الجواز ورأى الصور قال من يثبت لي أنكِ صاحبة هذه الصور ؟؟ يريد أن تكشف وجهها قالـت له قل لأحد الموظفات عندك أو السكرتيرات تأتي وتقارن أما أنت فلن تقارن ! فغضب فأخذ الجواز وأخذ الصور وجعلها مع بعض وأدخلها في درج مكتبه وأغلقها وقال ليس لكِ جواز قديم ولا جديد إلا بعد أن تأتين إلي بالصور المطابقة تماماً ..
يقـول حاولنا نقنعه لكن ليس فيه فائدة ! فعدت كذلك أناقشها في قضية " لا يكلف الله نفساً إلا وسعها " ولكنها ترد علي بآية وتقول لي يا خالـد لقد تعلمت في دار تحفيظ القرآن " ومن يتقِ الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب " طبعاً أثناء النقاش بيني وبينها غضب مدير الجوازات فطردنـا من المكتب .. خرجنا من دار الجوازات بأكملها وذهبنا لنتدارس الأمر في غرفتنا أنا أُقنع وهي تُقنع .. أنا آتي بحجة وهي تأتي بحجة .. إلى أن جاء الليل
- صلينا العشاء ثم أكلنا ما يتيسر ثم أردت أن أنـام .. فقالت لي خـالـد تنـام !! في هذا الموقف العصيب تنـام !! نحن نعيش موقفاً يحتاج منا إلى لجوء إلى الله .. قُم إلجأ إلى الله فإن هذا وقت اللجوء ..
يقول فقمت وصليت ما شاء الله لي أن أصلي ثم نمت أما هي فاستمرت تصلي .. كل ماسيقظت أنا ونظرت رأيتها إما راكعة أو ساجدة أو قائمة أو داعية أو باكية إلى أن ظهر الفجر ثم أيقظتني وقالت لقد دخل وقت الفجر فهلُّم نصلي سوياً يقـول قمت وتوضأت وصلينا ثم نامت قليلاً .. ثم بعد ذلك قالت هيا لنذهب إلى الجوازات فقلت لها نذهب !! بأي حجة ؟! أين الصور .. ليس معنا صور ؟! قالت لنذهب ونحاول .. لا تيأس من روح الله .. لا تقنط من رحمة الله يقـول
- ذهبنا ووالله منذ وطأة أقدامنا أول مكتب من مكاتب الجوازات زوجتي شكلها مميز معروف واضح عباءة كاملة تغطي كل أجزاء جسدها ..
- وإذا بأحد الموظفين ينادي فلانة بنت فلان فتقول نعـم ! قال خذي جوازكِ أُنهي الجواز بذات المواصفات المطلوبة ولكن ادفعوا الرسم قبل ذلك ! يقول ففرحنا ووالله لو طلبوا كل المال الذي معنا لدفعنــاه أخذنا الجواز ودفعنا الرسم ثم عدنا وهي تنظر إلي وتقول ألـم أقـل لك " ومن يتق الله يجعل له مخرجا " يقول والله لهذه الكلمة التي صدرت منها لحفرت في قلبي تربية إيمانية لم أتلَّقها منذ سنين طوال من تربية تلقيتها من دروس ومحاضرات سمعتها إلى غير ذلك …
فقال له الموظف أثناء ذلك لابد أن تختم الجواز من مدينتك أيتها المرأة التي تنتمين إليها فتقول هذه المرأة .. وفعلاً ذهبنا إلى مدينتنا وقلت فرصة نزور أهلي ..
- بعد ذلك استأجرنا غرفة وختمنا الجواز وجعلنا فيها كل ما يخصُّنا ثم ذهبت أنا وخالد لزيارة أهلي طرقنا الباب .. فتح الباب أحد الشباب الكبار عندما نظر إلى أخته فرح واستغرب !! أُصيب بفرحة وردة فعل !! الوجه وجه أخته .. اللباس ليس لباس أخته !! سواد يغطي كل شيء إلا الوجه ! زوجتي دخلت وهي تبتسم وتعانق أخاها ثم بعد ذلك دخلْتُ وراءها فجلسْتُ في صالة المنزل كان منزلاً شعبياً بسيطاً متواضعاً تحس آثار الفقـر فيه
يقـول جلست وحيداً أما هي فدخلت داخل البيت أسمع كلامهم رجال ونساء وكلام بالروسية لا أفقه ما يقولون ! ولا أعرف عن ماذا يتحدثون ! ولكنني بدأت أسمع نبرات الصوت تزداد !! واللهجة تتغير !! والصـراخ يزيد !! فأحسست أن الأمر فيه شر ! ولكنني لا أستطيع أن أقدَّر الأمور بقدرها بناءً على عدم فقه اللغة ..
وبعد مضي فترة من الزمن وإذا بثلاثة من الشباب ورجل كهل يدخلون علي .. توقعت أن هذا بداية الترحيب بزوج ابنتهم ! وإذا بالترحيب ينقلب إلى لكمات وضربات وكفوف !!! فعندما نظرت إلى نفسي بين هؤلاء الوحـوش رأيت أنني سأودّع الدنيا وليس أمامي إلا الهرب
النجاة كان هو المقياس الذي أريد أن أطبقه لأنجو .. وفعلاً فتحتُ الباب مسرعاً وهربت وهم ورائي فضعت بين الناس ثم اتجهت إلى غرفتي وكانت ليست ببعيدة عن المنزل .. نظرت إلى نفسي وإذا بورمات في جبهتي وفي خدَّاي وفي أنفي وإذا بالدم يسيل من فمي وثيابي ممزقة تلَّقيت ضربات عنيفة جداً
- قلت الآن أنا نجوت لكن ما حال زوجتي ؟! يقـول نسيت نفسي بدأت أفكر في زوجتي .. مشكلتي أنني أحببت زوجتي ! أنني عشقت زوجتي ! لذلك لا يمكن أن أنسى وأفكر في نفسي !!
كانت صورتها أمام ناظري هل فعلاً هي تتعرض في هذه اللحظة لنفس اللكمات والضربات والصفعات التي تلقيتها ! أنا رجل وتحملت هي امرأة لن تتحمل !! أكيد ستنهار .. أكيد ستتركني .. أكيد سترتد .. أكيد .. وأكيد !! بدأ الشيطان يعمل عمله وبدأت الأفكار تنقلب في رأسي يمنة ويسرة لتستقر على أن لا زوجة لك بعد اليوم !!
ماذا أفعل ؟ أذهب .. لا يمكن ! النفس في ذاك البلد رخيصة ممكن أن يُستأجر رجل لقتلي بعشر دولارات ! إذن لا بد أن أبقى في البيت .. فبقيت في غرفتي إلى أن أصبح الصباح ثم غيرت ملابسي وذهبت أتجسَّس الأخبار أنظر إلى بيتهم عن بعد أرقبه وأتابع كل ما يحصل فيه ..
لكن الباب مغلق وفجأة فُتح الباب وخرج منه ثلاثة من الشباب وكهل وهؤلاء الشباب هم الذين ضربوني ! وقد بدا لي من هيأتهم أنهم ذاهبون إلى أعمالهم ..
أُغلق الباب واُقفل ! أما أنا أرقب أترقب وأنظر أتمنى أن أرى وجه زوجتي ولكن لا فائدة .. وإذا بالرجال يقدمون من عملهم ساعات طوال يقول وأنا أرقب وأذهب وآتي في ذات الشارع ولكن لا فائدة .. وفي اليوم الثاني كررته وكذلك في اليوم الثالث كررتها يقـول
يئِست توقعت أن زوجتي ماتت .. أنها قُتلت ! لكن لو كانت ماتت على الأقل سيكون هناك حركة في البيت .. سيكون هناك نوع من العزاء القليل من بعض الأقربين ! لكن لا أرى شيء إذن لا زالت على قيد الحياة ..
- في اليوم الرابـع بعد أن ذهب هؤلاء إلى أعمالهم وإذا بالباب يُفتح .. وإذا بوجه زوجتي ينظر يمنة ويسرة يقـول لـم أرى منظراً في حياتي أروع من ذاك المنظر ! ولا أجمل من ذاك المنظر أبداً ! لا أتخيَّل أنني رأيت أفضل منه وأجمل منه بالرغم من أن ذاك الوجه الذي رأيته كان وجهاً أحمــر .. مخضَّب بالدمــاء !!!
اقتربت مسرعاً .. نظرت إليها شُدهت كدت أن أموت لأنها انقلبت إلى لون أحمر ! الدمـاء على وجهها .. على ساعديها .. على فخذيها .. على ساقيها ليس هناك إلا خرقة بسيطة تسترها !
وإذا بأقدامها مربوطة بسلسلة ! وإذا يديها مربوطة بسلسلة من خلف ظهرها !
عندما نظرت إليها بكيت لم أستطع أتمالك نفسي .. قـالت لي إسمع يـا خالـد أولاً إطمئن علي فأنا لا زلت على العهد ووالله الذي لا إله إلا هو إنما أُلاقيه الآن لا يساوي شعرة مما لاقاه الصحابة والتابعين بل والأنبياء والمرسلين قبلهم !!
" اللــــــــــه أكبـــــــــر يـــا لهــــا مــن امــــرأة "
الثاني أرجـوك يا خالد لا تتدخل بيني وبين أهلي - الثالثة انتظر في الغرفة إلى أن آتيك إنشاء الله ولكن أكثر من الدعاء .. أكثر من قيام الليل .. أكثر من الصلاة فإن الصلاة هي الملجأ بعد الله سبحانه وتعالى يقــول
- ذهَبتُ وبقيت أنا في غرفتي يوم .. يومين .. ثلاثة .. وفي آخر اليوم الثالث وإذا بالباب يُطرق من ؟ من بالباب ؟! أول مرة أسمع الباب يُطرق ؟! أصبت بخوف شديد مَن الذي أتى في هذا الوقت المتأخر من الليل !! لعل هؤلاء الرجال علموا بي .. لعل زوجتي اعترفت نتيجة للضرب والجلد فقالت إنه يسكن في الغرفة الفلانية فجاءو إلي لقتلي !!
أصبت برعب الموت .. لم يبقى بيني وبين الموت شعرة .. وأنا أقول في هذه اللحظة من بالباب ؟ وأنا أشعر فعلاً أن يداي وقدماي وصل الموت إليهما
وإذا بصوت ينساب لم أسمع أروع منه .. ولا أجمل منه إنه صوت زوجتي .. فتحت الباب أضأت النور فقالت لي الآن نذهـب ! قلت على وضعكِ الآن ؟ قالت نعـم
أخرجتُ بعض الملابس البسيطة التي معي فلبستها وأخرجَت هي حجاباً وعباءة احتياطية فلبستها ثم أخذنا كل ما لدينا وركبنا السيارة وقلت له المطار " عرفت كلمة المطار بالروسية " فقالت زوجتي لا .. لن نذهب إلى المطار نذهب إلى القرية الفلانية قلت لماذا ؟ نحن نريد أن نهــرب !!
قالت لا .. هم إذا عرف أهلي بهروبي سيبحثون عنا في المطار لكن نهرب إلى القرية إلى قرية كذا .. ثم من قرية كذا إلى قرية أخرى وثالثة ورابعة هكذا ثم إلى مدينة من المدن التي فيها مطار دولي .. وفعلاً وصلنا إلى المطار الدولي وحجزنا وكان الحجز متأخراً ثم استأجرنا غرفة وسكناها يقـول أنظر إلى زوجتي يا الله ليس هناك موضع سلم من الدماء أبداً !! يقـول أثناء الطريق كنت أسألها ما الذي حصل ؟ قالـت
- عندما دخلنا إلى البيت جلست مع أهلي قالوا لي ما هذا اللباس ؟!! قلـت إنه لباس الإســلام .. قالوا ومن هذا الرجـل ؟ قلت هذا زوجي أنا أسلمت وتزوجت بهذا الرجل المسلم قالوا لا يمكن هذا .. فقلت اسمعوا أحكي لكم القصة أولاً .. فحكت لهم القصة قصة ذلك الرجل الروسي الذي أراد أن يَجرُّها إلى الدعارة وبيع العرض !!
قالوا لهـا " لا حظوا أيها الاخوة الكـــرام " قالوا لها " اسمعي لو سلكتي طريق الدعارة وبعتِ عرضكِ كان أحب إلينا من أن تأتيننــا مسلمــة " !!!
انظروا إلى التعصب الشديد عند هؤلاء القوم قالوا لها لن تخرجي من هذا البيت إلا أرثوذكسية أو جثة هامدة !!! تقـول
- ومن تلك اللحظة أخذوني ثم كتفوني ثم جاءو إليك وبدأو يضربونك وأنا أسمع الضرب وأنا مربوطة .. عندما هربت أنت رجع إخوتي وذهبوا واشتروا سـلاسـل فربطوني بها وبدأو يجلدونني
فأتعرَّض لجلد مُبرَّح بأسـواط عجيبة .. غريبة !! منذ العصر إلى وقت النوم .. أما في الصباح فإخواني في الأعمال وأبي .. وأمي في البيت وليس عندي إلا أخت صغيرة عمرهـا 15 سنـة تأتي إلي وتتندَّر بي وهذا التندر هي فترة الراحة الوحيدة عندي !
فأما أنا أنـام وأنا مغمى علي ! يجلدونني إلى أن أُغمى علي وأنام !! وكانوا يطلبونني فقط بأن أرتد وأنـا أرفض …
بعد ذلك حصل أن أختي أثناء التندر بدأت تسألني لمـاذا تتركين دينك .. دين أمك .. دين أباك .. دين أجدادك و .. و .. الخ ؟!!
فكدت أقنعها .. أُبيّن لها وأوضح لها فبدأت فعلاً تشعر بالقناعة .. تشعر بالاقتناع .. بدأت تتأثر ! بدأت الصورة أمامها تتضح ! بدأ الباطل الذي تعيش فيه يظهـر !
ففعلاً قالت معكِ حق هذا هو الدين الصحيح .. هذا هو الدين الذي ينبغي أن ألتزمه أنـا !! عند ذلك قالت لي " اسمعي يا أختي أنا سأعينكِ .. قلت لها إذا كنتِ تريدين إعانتي فاجعليني أقابل زوجي ! فبدأت أختي تنظر من علو من فوق .. فتراني وأنا أمشي فكانت تقول لي إنني أرى رجلاً صفته كذا وكذا فقلت هذا هو زوجي !! إذا رأيتيه فافتحي لي الباب لأكلمـه وفعلاً فتحت الباب فخرجْتُ وكلمتك ..
لكن هناك مشكلة كنتُ مربوطة بسلسلتين أما الثالثة فكان مفتاحها مع أختي وكانت هذه السلسلة هي التي قد رُبِطتُ بها في أحد أعمدة البيت حتى لا أخرج !
طبعاً أختي معها هذا المفتاح حتى أتحرك في نطاق معيّن ولو أردت أكرمكم الله الدورة أو غير ذلك .. عندما خاطبتك طلبت منك أن تبقى إلى أن آتيك .. وفي الثلاثة الأيام الثانية أو التالية أختـي اقتنعت بالإسـلام وقرّرت أن تضحي تضحية تفوق تضحيتي " لا حظوا .. تفوق تضحيتي ! "
فقرّرت أن تجعلني أهرب من البيت لكن مفاتيح السـلاسـل مع أخي ! وهو حريص عليها
- في ذاك اليوم أعدَّت أختي لأخوتي خمـراً مـركزاً وجلسة خمـر مركزّة ! فشربوا .. وشربوا .. إلى أن ثملوا تماماً لا يعون بشيء .. ثم أخذت المفاتيح من جيبه وفتحت السلاسل وجئت أنا إليك في آخر الليل فقال الزوج وأختـكِ ؟؟
قالت ما يهم .. طلبتُ من أختي أن لا تعلن إسلامهـا علانية .. أن تستخدم السر الآن إلى أن نتدبَّر أمرهـا يقـول الزوج طبعاً حجزنا ورجعنا إلى البلد وأُدخلت زوجتي إلى المستشفى ومكثت فيها عدة أيام بالعلاج من آثار الضربات والتعذيب ….
أيها الاخوة الكرام .. هذه قصة واقعية ألقاها فضيلة الشيخ ابراهيم الفارس في شريط " قصص مؤثرة " وفيه أيضاً قصتان أخرى لامرأة بريطانية وأخرى أمريكية فبادروا إلى سماعها …
كتبتها أخت لكم ترجو الدعاء لها ولوالديها وللمسلمين عامة وللمجاهدين خاصة بالنصر والتمكين والفوز في الدنيا والآخرة …